اعتادت جدتي في رمضان ان تطبخ كل يوم طعاما فائضا عن حاجتنا وتوزع الفائض على المساكين ।كانت تكلفنا نحن الاطفال بتوزيعه ।ذهبت ذات يوم حامله وعاء من الطعام الى بيت عجوز ابتلاها الله بالمحن تباعا ।فقد كان تعيش في بيت متصدع انهار جزء منه محدثا فجوه سقطت منها العجوز واصبحت مقعده ثم فقدت بصرها وهجرها اولادها الاثنين لتعيش على صدقات المحسنين । صعدت الى الاعلى ومشيت في الممر ملتصقة بالحائط وانا انظر بفزع للفجوه في طرفه الآخر حتى وصلت لحجره العجوز । عرفتها بنفسي فطلبت مني ان اقترب منها فاقتربت منها في خوف , فقد كنت اعاني في طفولتي فزعا من كبار السن باسنانهم المتآكلة وشعرهم الابيض وعيونهم التى تكتسي بلون رمادي ورغم اني حينها كنت اودع الطفوله واجتازالى مرحله المراهقه الا ان اثار الخوف الطفولي كانت لاتزال تتردد في نفسي . جلست بجانب العجوز فوضعت يدها على فخدي واخذت تسألني عن بعض الاشخاص وعن اخبارهم وأنا اراوح ببصري بين عينيها المنطفئتين وغرفتها المزدحمه بالمتاع البالي وعندما ههمت بالانصراف رفعت مخدتها وطلبت مني ان اخذ ما تحتها من مال . كان المبلغ يساوي عشرات اضعاف مصروفي اليومي فظننت ان العجوز قد اخطأت ، لذلك نبهتها ولكنها اصرت على اعطائه لي فاخذته وفرحتي ممزوجه بالالم وخرجت من بيتها تتنازعني رغبتان ، الاولى ان آخذ هذ المال واشتري به كل مايخطر على بالي من حلوى ومثلجات ووجبات شهيه من المطاعم والرغبه الثاني ان انتصر على نفسي واعيد المال للعجوز الكريمه فهي اولى به مني . واسمع في داخلي صوت صاخب يقول لي انها اعطتك المال بمحض ارادتها فلا غضاضه من اخذه. وصوت خافت يذكرني بمتعه الانتصار على النفس، فقد كنت رغم صغر سني لي في هذا المجال تجارب . واستجبت للصوت الخافت فقد كان موقنعا لي رغم خفوته وعدت لبيت العجوز واعدت لها مالها وخرجت مسرعه متجاهله ندائها .شعرت بنشوه النصر تغمرني . اسرعت الى جدتي احكي لها ما حدث فأيدتني بعباره مختصره لم تشبعني فاتمست الثناء من اعماقي .عندما استعيد هذه القصه اتسأل اين ذهب ذلك النقاء والارتفاع عن رغبات النفس فكم تعرضت بعدها لمواقف واسعفني منطقي بالف حجه على انتقاء الخيار الاسهل
2 التعليقات:
عندما نكون اصغر نكون انقى
وكلما كبرنا تدنست نفوسنا من جراء الماديه المنتشره
ساعد الله قلوبنا على ان تظل نقيه
وادعو الله ان يبعد عنا حب الدنيا
دمتي بخير
حقا حيث يكتمل العقل نفقد نقاء القلوب ,نعرف الحكمه ولكن يتقل تطبيقها علينا
مرورك اسعدني ولا تحرمينا من طلتك
إرسال تعليق