قصصي مع المتسولين

يدهشني ما يبتكر المتسولين من اساليب في الشحاذه فرغم اني ادعي الذكاء والفطنه الا أن كثيرا ما اقع في حبائلهم والمرات القليله التي انجو فيها من تصديقهم اقع فيما هو أسوء من ذلك ، اقع في تأنيب الضمير فلعل هذا المتسول صادق فيما يقول ، وكثيرا ما ضحك زوجي من سذاجتي ، سأروي لكم ما عرفت من اساليب التسول المبتكره

*التسول بالكروت :وطريقته ان يدخل المتسول من تحت الباب كرت مطبوع ومغلف كأنه كرنيه الجامعه مكتوب عليه عباره تبين ظروفه الماديه ,ادخل لي احد المتسولين كرت فاسرعت على الفور واعطيته مبلغ صغير من المال فقد اعجبني هذا التطور فلا الحاح ولا وجع رأس ولا اختلاق لقصص مأساويه يعني بصراحه (شغل نظيف)من الاساليب ايضا

*اسلوب المفاجأة وطريقته ان يفتعل المتسول قصه غايه في المأساويه ويدعي ان الحاله عااااجله وان تلقى المساعده من الجميع ولم يبقى الا انت واليكم ماحدث معي ०००

دق باب بيتي دقا عاليا ومتسارعا فاسرعت وان مرعوبه فقال لي الرجل بصوت حاسم: اختي هل تعرفين العامل الذي يقوم بتنظيف العماره قلت له نعم (رغم أني في الحقيقه اشك ان هناك عامل ينظف عمارتنا) فقال لي على الفور ان ابن هذا العامل سقط من ثاني دور وهو في حاله خطيره ويحتاج لاشعه مقطعيه ولا يملك والده المسكين الثمن ,وقد مر هو وجمع تبرعات جميع السكان، في البدايه تجاهلته ولكن مع الحاح دقاته على الباب بدأ عندي وخز الضمير فخطرت لي فكره فامسكت بالتلفون واتصلت بجارتي وسألتها هل جاءكم شخص يجمع تبرعات فقالت على الفور هل تقصدين الشخص التي ولدت زوجته بعمليه قيصريه وهي بحاله خطيره في المستشفى ، ادركت على الفور الخدعه وبينما انا احدث جارتي اذ رجعت الدقات اللحوحه فاسرعت الى الباب وقلت للرجل أني اكتشفت كذبك وحدثته بما عرفته فسكت على الفور وهدأ المكان ।

وهنا ك *اسلوب التقارير الطبيه المطبوعه وهذه معروفه لا تحتاج شرح

*اسلوب التشبيه:وطريقته ان تدعي المتسوله انك تشبهين شخص تعرفه ثم تضحك معك وتتعجب من شده الشبه بينك وبين فلانه وتكتشفين في الاخير انها تطلب مساعده

*اسلوب ادعاء المرض

وقد حدثت لي مع هذا الاسلوب قصه لا تنسى ابدا لانها استمرت عده سنوات والذي حفرها في ذاكرتي انها اول قصه تحدث لي مع المتسولين ولان المتسوله كانت بارعه جدا في التمثيل بشكل لم اراه في حياتي ابدا، وسأروي لكم ما حدث ...دق جرس الباب وكنا في شهر رمضان الكريم ففتحت الباب فإذا بي اجد امرأة ممتقعه اللون تلهث ويصدر صدرها ازيزا مسموعا فلم اشك لحظه انها مصابه بالربو مدت لي وهي تلهث يدها وبها علبه بخاخ فارغه مع روشته من طبيب وقالت لي انها تعاني من الربو ولا تملك ثمن البخاخ سألتها عن سعر البخاخ واسرعت على الفوروجلبت لها المبلغ ثم دخلت غرفتي وانا ابكي من حال هذه المسكينه وابكي حال بلدي التي لا يجد فيها المواطن ثمن بعد البكاء شعرت بسعاده لان الله اختارني لانقذ هذه المرأه وافك كربها , اظن ان شهر رمضان كان له دورا ايضا في هذه المشاعر الجياشه । مرت الحادثه وتصادف بعد شهور ان اعطى متبرع لزوجي بعض الادويه وكان من ظمنها بخاخات الربو فاخذت احدها وخبأتها للمرأه المريضه لاتأكد هي مريضه ام مدعيه كما يقول زوجي الذي يسخر دائما من سذاجتي وجاء رمضان التالي وتكررت القصه بحذافيرها ولكن بدلا ان اعطي للمرأه المال اعطيتها البخاخ ,فارتسمت على عينيها نظره رعب واخذت تقول لا لا هذا مختلف بخاخي من نوع اخر فاخذت بخاخها ودخلت لزوجي اسأله هل هذين النوعين مختلفين فنفى ذلك فرجعت لها , حينها استسلمت المرأه وقالت لي بصوت مكسور هل عندك مساعده؟ فذهبت وجلبت له مبلغ من المال واعطيته لها لاني اردت ان اثبت لها اني كرهت اسلوبها المخادع فقط ولو طلبت المساعده بطريقه عاديه فيمكن لي مساعدتها ؟ ظلت هذه المرأه تأتي كل سنه حتى بعد ان سافرت وتركت المدينه ظلت تسأل عني قريبتي التي حلت مكاني في المنزل أنا لست ضد مساعده المحتاج لكن ضد هذه الاساليب الدنيئه في استغلال مشاعر البشر وضد اتخاذ التسول وظيفه واحيانا يتوارثها الاجيال في بعض العوائل ।

طبع اساليب التسول اكثر من ذلك لكني قصصت بعض ما حدث معي