معلمة لا أنساها ((الجزء الثاني))

اعود للحديث عن معلمتي التي لا أنساها ومافعلته مع طالبات صفي لتترك في نفسي هذا الاثر .

أبرز ما كان يميزها الأحترام لجميع التلميذات بغض النظر عن مستواهن الدراسي,فعندما تخطئ طالبه  في الإجابه

 لا تبدي اي تعجب أو امتعاض مهما كان الخطأ فادحاً وتصحح لها بطريقه عاديه رغم أن أخطاء البنات أحيانا كانت جديره أن تفقد اي معلمة صوابها.

  كانت تستغل اي بادره من اي طالبه مهما كانت متواضعة لتشيد بهذه الطالبه وترفع معنوياتها, وكانت تتابع مستوى البنات باهتمام وتعلق بالثناء عليهن مماجعل الطالبات يشعرن أن تطوير مستواهن أمر سهل وفي متناول أيديهن.

كانت تنشر روح المرح أثناء الدرس فهذه الطالبه متخصصة في مصادر الأفعال وتلك في الأعراب وأخرى في وزن الأفعال.

    أما افضل مافعلته هو الأهتمام بمادة الإنشاء وتطوير مفهومنا لهذه المادة التي لم تكن تأخذ حقها من الاهتمام,لا زلت الى الأن أذكر قولها لنا في أول حصه إنشاء تقدمها:تخيلن أنكن صحفيات ومطلوب منكن كتابة مقال في صحيفة ,ثم شرعت تشرح لنا خصائص المقال وكيف يكتب.

كان يوم توزيع كراريس مادة الأنشاء يوما مميزا ,فكل طالبة تسأل زميلتها عن الملاحظات التي دونتها المعلمة في نهاية موضوعها .كانت ملاحظاتها دقيقه  تدل على قراءه متمهله للمواضيع الطالبات , ولا تنسى ابداً التشجيع بإبداء أفضل النقاط في موضوع الطالبه ,سواء كان الأسلوب أوالفكره ,وكان هذا يعطينا حافزاً لمزيد من التطوير و الابداع في الكتابه.

أما الموقف الذي لا أنساه ابدا لهذه المعلمة فقد كان في حصة النحو والصرف ,حيث أجبت على سؤال سألته فخطأتني وذكرت إجابة أخرى, وفي اليوم التالي اذا بها تبدأ الحصة بالاعتذار لي أمام الطالبات وبيان صواب اجابتي وخطأ إجابتها  بسبب لبس كان لديها .هذا الموقف ضاعف من احترامي لها .

لا أستطيع مهما عشت أن انسى هذه المعلمة ,فقد أثبتت لي_-جزاها الله خيرا-أن المعلم  المخلص قادرعلى أن يجمع بين حب تلاميذه واحترامهم بدون أن يمارس أي نوع  العنف والتهديد ليظبط  سلوك التلاميذ.