العاشق الساخط (الجزء الثاني)

منذ وعيت على الحياة والعم عبدالله شخص مهم في العائله , كان شيخا كبيرالسن شديد النحافه , على وجهه آثار وسامة لا ترى بشكل واضح بسبب شده نحافته,كان شخصيه جذابة عندما تجالسه يأسرك بفكاهته وحضور بديهته وذكائه الواضح,
 لولا أنه كان يستغل ذلك بالهمز احيانا على الاخرين وتروج الاشاعات عنهم, لكنا خدعنا به.
لكننا كنا نعرف أنه شخص حقود أسود القلب لا يحب الخير للاخرين ,بل الادهى من ذلك أنه يسعى للاضرار بهم ,وكان اكثر مايغيضه ويهيج حقده أن يرى زوجين سعيدين ,كان اذا استشاره رجل في مشكله مع زوجته قال له على الفور ((طلقها)),واذا اشتكى أحدهم من أهل خطيبته قال له((افسخ الخطبه))
واذا رأى لرجل زوجة مريضه قال له((ولماذا تفني حياتك في خدمتها؟ .

استبدل بها اخرى فالنساء كثيرات))
وكان له سلوك غريب ,فعندما يعرف بقتراب زواج أحد الاقارب يسارع بالسفر ولا يعود الا اذا انتهت مراسيم العرس.
سمعت أحدهم يوما يقول : هل تظنون أن العم عبدالله كان هكذا طوال حياته؟ كلا لقد كان في بدايه شبابه فتى طيب القلب كريما مع أهله ولكنه تغير بعد زواجه الثاني , هل تعرفون ما السبب؟ إنها زوجته الشريره
كنت اعتقد بصحه هذه المقولة إلى أن حدثني امرأه عجوز من العائله بقصته .
كان يوما يجلس معها فقال لها يحدثها عن زوجته المتوفيه((لم انسها يوما ,كنت أرى طيفها في كل مكان,
كان زوجتي عائشه احيانا تغير مكان جلوسنا فتختار ركناً كنت اجلس فيه مع مريم فابعدها واختار ركنا أخر)) , لقد كان يغار على مكانها أن تجلس فيه أخرى.
تسألت في نفسي كيف تحول قلب عبدالله؟ وهل يعقل أن القلب الذي عشق ذات يوم أن يمتلئ حقدا على البشر؟
اظن أن العم عبدالله كان ينقصه الرضا بقضاء الله .فكم من حبيب فقد حبيبه وكم من أم فقدت وحيدها
فيعذبها الحزن ويؤلمها الفراق ولولا بسلم الرضا لتشوهت القلوب واسودت.
لقد جرب العم عبدالله الحب فتعذب وجرب الحقد والحسد فتعذب حتى أنه كان يبات سهران أن علم بنعمه نالت انسان يعرفه , ولو جرب برد الرضا بقضاء الله ورضي بقسمته في خلقه لعاش مرتاحا منشرح القلب